تتشابه عادة الإمكانات بين الأفراد وتتساوى بينهم الفرص على مستوى المجتمع، لكن الفروقات تتضح عندما يستثمر الواحد منا هذه الإمكانات بطريقة ذكية في إطار فرصة مواتية قدرها الله له في طريقه المستقبلي أو خلال مشواره الحياتي، فيسقيها بماء المثابرة ويعززها بالجهد، فلا يقف عند القناعات التقليدية التي ترضى بالواقع وتستسلم لفكرة الجود من الموجود، وهذا ما حصل مع الشابة السعودية دارين عبد العزيز محمد صبري، إحدى فتيات المدينة المنورة، وهي متزوجة ولديها ثلاثة أطفال ، وحاصلة على شهادة البكالوريوس في (الاقتصاد المنزلي والتربية الفنية)، فلقد تركت العمل معلمة في مدرسة ابتدائية بحثا عن فرصة أخرى، لأنها كانت تعاني ضغطا في عملها وروتينا يوميا مملا، خاصة أنها متسلحة بشهادة جامعية وفق قناعة أن هناك ما هو أفضل. سمعت دارين عن (صندوق المئوية) من صديقاتها، الذي يقدم التمويل بنظام القرض الحسن لمشاريع الشباب والفتيات، فلمعت فكرة العمل الحر برأسها حتى تخمرت بوجوب مخاطبة الصندوق، والبحث عن فرصتها بتمويل أحد المشاريع التي تتصل بطبيعة شهادتها، فمزايا (صندوق المئوية) تختلف عن الصناديق التمويلية المماثلة، سواء بنظام الإقراض الحسن أو خدمة الإرشاد أو عدم اشتراط الكفيل، لذلك لم تترد الشابة دارين في التسجيل عبر الموقع الإلكتروني على (الإنترنت) بطلب تمويل مشروعها المتمثل بإنشاء وافتتاح مقهى (كوفي شوب) نسوي، فلقد رأت دارين أن نساء المدينة يحتجن أماكن خاصة للترفيه والاجتماع، فتمت دراسة مشروعها من قبل الصندوق، من حيث الجدوى الاقتصادية وحاجة سوق العمل لهذا النوع من النشاط وفرص النجاح المتوقعة، إلى أن تمت الموافقة الرسمية وتم تمويل المشروع، فشرعت دارين في تأسيس مقهاها خلال ستة شهور. ولأن خدمة الإرشاد من الخدمات الرئيسة والمميزة في (صندوق المئوية) فقد استفادت الشابة دارين صبري من هذه بتحديد موقع مشروعها الذي تم افتتاحه في مركز (الكعكي مول) في قباء بالمدينة المنورة، فصار المقهى يشهد إقبالا من النساء المتسوقات، حتى حقق دخلا جيدا قياسا بالفترة القصيرة للتأسيس.
هذا النجاح الذي لا زال في بدايته، أوجد لدى الشابة دارين نوعا من الطموح الواعي بدراسة الخطط المستقبلية للعمل على افتتاح فروع للمقهى في مدن المملكة.
هذا النجاح الذي لا زال في بدايته، أوجد لدى الشابة دارين نوعا من الطموح الواعي بدراسة الخطط المستقبلية للعمل على افتتاح فروع للمقهى في مدن المملكة.